SimCity مراجعة





لقد حان الوقت لنعرف كيف تبدو لعبة SimCity حقاً وراء شاشة تسجيل الدخول السيئة




سيُذكر إطلاق لعبة SimCity على أنه الأسوأ على الإطلاق في تاريخ ألعاب الحاسب الشخصي. لكن مشاكل المخدم الرهيبة التي تسببت بغضب اللاعبين قد بدأت تنسى الآن وتصبح من الماضي. إذ أنك ستجد وراء شاشة تسجيل الدخول تلك عندما تبدأ فعلياً بلعب SimCity، لعبة مذهلة ومعقدة جداً لا تشبه شيئاً رأيته سابقاً. وعلى الرغم من أن اللعبة تذهلنا بشكل مستمر بتفاصيل المحاكاة الشديدة الدقة فيها، إلا أنها لا تعمل جيداً كما تتوقع منها. إذ أن المشاكل المنتشرة فيها وبعض القرارات الغريبة في تصميمها، ومن ضمنها إلزامك بالاتصال بشبكة الانترنت طيلة الوقت، تجعل من انتظارنا الطويل للّعبة الأشهر في بناء المدن محبطاً بعض الشيء.

إن قيادة مدينة خلال الساعات الأولى من اللعبة بصفة المحافظ المستبد الذي يراقب كل شيء يمنحك سلطات واسعة ويشعرك بالإبداع. وعلى فكرة، إن هذه "المحاكاة" أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع. فبابتعادها عن الواقع، لا تمتلك مفاهيم الملكية الخاصة أو الديمقراطية، ولا يوجد ضوابط على نفوذك، لذا فهذا العالم هو مملكتك. إذا تجرأ أحدهم بأن يقول لك عكس هذا، يمكنك بكل بساطة أن تهدم منزله على الأرض وتستبدله بفتحة مصرف صحي، من دون أية عواقب. (من المؤسف أنهم لا يفعلون ذلك حقاً)

يقال بأن القوة الحقيقية تكمن في السيطرة على الأشخاص الآخرين، طبعاً تأتي السيطرة على الحشود الافتراضية كأفضل ثاني شيء. إن سكان SimCity هم أشخاص بسيطي التفكير، لكن عددهم الكبير يجعل من التقنية الفذة في متابعة اسماء كل واحد فيهم وعناوين منازلهم ووظائفهم ومستويات سعادتهم ومستوياتهم العلمية، رغباتهم، مخاوفهم، وعشرات الإحصائيات الأخرى أمراً مذهلاً. لقد كانت لدي مدناً فردية ذات تعداد سكاني أكثر من 150 ألف شخص، وعلى الرغم من حصول عدة أخطاء كارثية في التصرفات والتي تسببت بدمار المدينة بأكملها، إلا أن تكبير الشاشة لرؤية أولئك الأشخاص الذين يشبهون النمل وهم يمضون يومهم (ومن ثم التلاعب بهم عبر تغيير بيئاتهم) أمر ممتع للغاية.

هكذا سلطة مطلقة، حتى لو كانت سلطة مطلقة على ميزانية مأخوذة حرفياً من ضرائب الدخل وبيع الموارد الطبيعية، تشعرك بمتعة كبيرة عند لعبها وتجربتها. وهذا يعود بشكل كبير إلى تصميم الواجهة البارع والمتقن، بالإضافة إلى الأدوات القوية وسهلة الاستخدام لإقامة الطرقات والمناطق والأبنية. إن واجهة المستخدم مصممة بشكل متقن إلى درجة أنك ستشعر بانزعاج مفاجئ عندما تواجه المشاكل الموجودة في أدوات إنشاء الطرقات، أو المشكلة الكبيرة في طريقة تحسين الطرق.




لا يمكنك تشييد بناء إلا إذا كان مرتبطاً بشكل مباشر بأحد الطرقات، وعندما تشيده، فإن هذا البناء يصبح مرتبطاً بهذا الطريق بشكل دائم. فإذا ذهب الطريق، ذهب معه البناء. وهذا يعني بإنك إن قمت ببناء مستشفى مكلف أو محطة توليد كهربائية على شارع صغير ذو مسارين (غالباً لا يمكنك تحمل كلفة أعلى في بداية اللعبة) وتريد أن تحسن هذا الشارع وجعله جادة ذات أربعة مسارات بسبب حركة المرور الخانقة... حسناً، سيكون عليك عندها توديع هذه الممتلكات الحكومية المكلفة. إن هذا الخلل في التصميم قد يؤذي محفظتك بشدة إذا لم تكن شديد الحرص.

وكانت المفاجأة السيئة التالية عندما اصطدمت بالجدران الخفية لحدود مدينتي. وحدث هذا عندما جمعت وأخيراً ما يكفي من المال لشراء أشياء عالية التكلفة (مثل ملعب رياضي أو معمل للطاقة الذرية) ووعيت فجأة بأني لا أمتلك المكان لتشييده. أطلقت شركة ماكسيز على المحرك الذي تعمل عليه SimCity اسم GlassBox (أي الصندوق الزجاجي)، وتجد بأن اسمه يكتسب معنى جديداً عندما تشعر بأنك محاصر بين جدران الحدود الخفية لمدينتك. إذاً فإن زيادة الكثافة السكانية هي الطريقة الوحيدة للنمو، وهذا سيتطلب منك العودة وإزالة بعض هذه الطرقات.

ستتسائل إذاً، لماذا لا نلعب على خارطة أكبر حجماً؟ والجواب هو أنه لا توجد خارطة أكبر. فكل واحدة من عشرات الخرائط في SimCity المسبقة الصنع والغير قابلة للتعديل تأتي بالحجم نفسه تماماً، وهذا يعني بأن المساحات القابلة للاستخدام فيها تصغر أكثر فأكثر عندما تقف المعالم الجغرافية مثل الهضاب والأنهار في طريقك. قد يكون حشر المدن الفعالة في هذه المساحات أمراً ممتعاً، لكن انعدام القدرة على اللعب بشكل حر يسرق الكثير من هذه المتعة.

هنا تتجلى خطة شركة ماكسيز الكبرى (والغير ناجحة حالياً) لتبني ما كان سابقاً لعبة طور فردي وتحويله إلى لعبة أونلاين اجتماعية. كل مدينة هي عبارة عن جزء واحد من منطقة أكبر (طبعاً مسبقة الصنع وغير قابلة للتعديل) مؤلفة من 2 إلى 16 جزء، والتي يمكن أن يقطن لاعب مختلف في كل منها ، أو أن يقطنها جميعها لاعب واحد يلعب بمفرده. وأحياناً، يمكن للمدن المتجاورة أن تتشارك بالخدمات مثل الطاقة الكهربائية والمياه ومعالجة مياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى الأقسام مثل الشرطة والإطفاء وخدمات النظافة. ويمكن للمواطنين حتى أن يتنقلوا ذهاباً وإياباً للعمل والسياحة. إنها فكرة جيدة لبناء المدن بالنمط المتعدد، لكن المشكلة هي أنها لا تعمل بشكل جيد.
الخلاصة
بطريقة ما، أشبّه SimCity بنسخة مبكرة من Minecraft: فكرة مبتكرة بشكل رائع لكنها مرتبطة بلعبة ليست عملية بما يكفي. إن الأجزاء الأكثر أهمية لتشكيل لعبة رائعة موجودة فيها بالفعل، وهذا بالنسبة لي أمر كافٍ لأنصح بها للأشخاص ذوي القدرة على تحمل الألعاب التي قد تكون جميلة لكنها تعاني من بعض المشاكل. إذا دخلت في عالم اللعبة، ادخل وأنت تعلم بأنك ستواجه العديد من المشاكل المحبطة مثل التي ذكرتها خلال مراجعتي، لكنها طبعاً تستحق العناء في نهاية المطاف. ويجدر بي الذكر أنك إن كنت من الأشخاص الذين يعارضون بشكل عام الألعاب التي تفرض الاتصال الالزامي بالانترنت طيلة الوقت، فمن الأفضل لك أن تنسى أمر هذه اللعبة.









0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة